[color=#008000]لعبد المنعم أبو السعود .... مع بعض الاضافات مني
أولاً: فضل قيام الليل في القرآن والسنة:
لا شيء أعظم أثرًا في النفس البشرية - في طريق تهذيبها وتقويمها - من العناية بالعبادة والطاعة
والإقبال على الله تعالى.
وفي الأثر: "إذا أردت سفرًا أعددت له عدة ؟ قال: نعم، قال: فكيف بسفر طريق القيامة".
وقيام الليل يصل القلب بالله، ويقفه في محراب العبادة والتبتل والخشوع،
وقد أمر الله تعالى نبيه بقيام الليل،
فقال: "يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّل * قُمِ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً"،
وقيام الليل المفروض على النبي صلى الله عليه وسلم، في بدء الوحي والرسالة
هو دورة تدريبية شاقة على طاعة الله والوقوف ببابه.
وإن قيام الليل مدرسة روحية لا يلتحق بها مؤمن إلا وقد خرج منها أزكى فؤادًا، وأرق قلبًا،
وأدمع عينًا، وأكثر قُربًا من الله تعالى، وابتعادًا عن الآثام والموقعات،
ويناجي ربه:
يا من يتوب على المسيء ويغفر وتقـول مرحى بالذي يستـغفر وكذا يقول إذا الدياجي أحلكت وتـهيـأ العبـد الذي يتسحـر يا نائمين ومفلسين من التقـى قومـوا إليَّ فكُـلُّ كَسْرٍ يُجْبَـر أليس فيكم من يتوق إلى العلا حيث الجنان وفوق ما تتصوَّروا أعددت فيها من عظيم كرامتي ما لا يطوف على القلوب ويَخْطر
إن في قيام الليل ومكابدة مشقاته لذة لا يعرفها إلا من ذاقها،
وصدق من قال: أهل الليل في ليلهم أسعد من أهل اللهو في لهوهم..
وقال بعضهم عن لذة قيام الليل والعبادة: لو علم الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف.
يقول أبو هريرة - رضي الله عنه -:
"لا تغبطنَّ فاجرًا بنعمة، فإن من ورائه طالبًا حثيثًا"، "مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا".
إن قيام الليل تجديد للروح، وزاد للعاملين، وإن العاقل إذا خلق ثوبُه يجدِّده، وإذا نفد زاده تزوَّد بِغَيْره.
ولقد أثنى الله عز وجل وعلا على من يقومون الليل بقوله: